Share
ما أقسى الحبَّ حين نخونُ ما أودعته الطبيعةُ فينا من ميلٍ” للفرح والابتهاجِ، ونمضي، بلا خططٍ، إلى الصّمت، صمتنا المقبور في اللوم. ما أقسى الحبَّ حين نلوذُ بما في أعماقنا من عتماتٍ لنتعافى من خطايا لم نرتكبها. نعم، ما أقسى الحبَّ حين نستجيرُ بالرّوتين اليوميّ، وبالتفاصيل العارضة، وأبطال المصادفات، حتّى ولو كان حارس مرآبٍ، لكي ننسى أنّنا لم نذنب قطّ في حقّ من أحببنا.
هذا ما تقولهُ “ماجدة”، في هذا المتن السرديّ العبقريّ، وهي تفضحُ، ببراءة وسأمٍ عظيمين، قدس أقداس المرأة: حديقتها السريّة. نعم، ففي هذه الرواية، تقدّم لنا نجوى القادري، “أل- مرأة”، كما يحبّ المشتغلون بعلوم النّفس أن يطلقوا عليها، بوصفها جماع تناقضاتٍ: هشّة/قويّة، دامعة/باسمة، آملة/يائسة، مصرّة/باهتة، عاشقة/مهجورة، متسائلة/ثابتة، تقدّمها لنا، دون تحيّزٍ، وبهدوءٍ أسلوبيّ، وسلاسة بلاغيّة، وانهمامٍ بذاتٍ موغلة في نسويّتها وإن لا تخفي تشظيها بين البقاء مع الآخر أو الرّحيل، وكأنّها توجّه صفعةً مدويّةً لعوالم الرّجال المتكلّسة وراء كليشيه ثابت: “إذا كانت المرأة لا تفهم نفسها، فكيف سنفهمها نحنُ؟”.
قد تكون رواية “الماجدة” روايةً عن الحبّ والخذلان والرغبة في التعافي، وهذا صحيحٌ إلى حدّ ما، بيد أنّها، من وجهة نظرنا، رواية تقولُ بجرأة ما يعتملُ في نفس المرأة من أعاصير وعواصف وخوف ورغبات جامحة في كسر قيود الآخر، اعتمالات تختفي غالبًا وراء كليشيه ثابت هو الآخر: “نعم، أنا بخير”….
وليد أحمد الفرشيشي

Author : Najwa ALkadiri

Publisher : Arcadia

Language : Arabic

Pages : –

Year : 2025

Label :-